فصل: الصرف:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.الصرف:

{وبيلا}، صفة مشبّهة من الثلاثيّ وبل باب وعد أي اشتدّ، وزنه فعيل.. وفي المصباح: الوبيل الوخيم وزنا ومعنى.

.الفوائد:

مسألة وفتوى:
كتب الرشيد ليلة إلى القاضي أبي يوسف، يسأله عن قول القائل:
فإن ترفقي يا هند فالرفق أيمن ** وإن تخرقي يا هند فالخرق أشأم

فأنت طلاق والطلاق عزيمة ** ثلاث، ومن يخرق أعق وأظلم

فقال: ماذا يلزمه إذا رفع ال (ثلاث) وإذا نصبها؟ قال أبو يوسف: فقلت: هذه مسألة نحوية فقهية، ولا آمن من الخطأ إن قلت فيها برأي، فأتيت الكسائي، وهو في فراشه، فسألته، فقال: إن رفع ثلاثا طلقت واحدة، لأنه قال: (أنت طلاق) ثم أخبر أن الطلاق التام ثلاث وإن نصبها طلقت ثلاثا، لأن معناه: أنت طالق ثلاثا، وما بينهما جملة معترضة. فكتبت بذلك إلى الرشيد، فأرسل إليّ بجوائز، فوجهت بها إلى الكسائي.
وأقول: إن الصواب أن كلا من الرفع والنصب محتمل لوقوع الثلاث ولوقوع الواحدة، أما الرفع فلأن (أل) في الطلاق إما لمجاز الجنس كما تقول: (زيد الرجل) أي هو الرجل المعتد به، وإما للعهد الذكري، مثلها في قوله تعالى: {إِنّا أرْسلْنا إِليْكُمْ رسُولا شاهِدا عليْكُمْ كما أرْسلْنا إِلى فِرْعوْن رسُولا فعصى فِرْعوْنُ الرّسُول فأخذْناهُ أخْذا وبِيلا}، أي وهذا الطلاق المذكور عزيمة ثلاث ولا تكون للجنس الحقيقي، لئلا يلزم الإخبار عن العام بالخاص، كما يقال: (الحيوان إنسان) وذلك باطل، إذ ليس كل حيوان إنسانا، ولا كل طلاق عزيمة ولا ثلاثا فعلى العهدية يقع الثلاث، وعلى الجنسية يقع واحدة كما قال الكسائي وأما النصب: فلأنه محتمل لأن يكون على المفعول المطلق، وحينئذ يقتضي وقوع الطلاق الثلاث، إذ المعنى فأنت طالق ثلاثا، ثم اعترض بينهما بقوله: (والطلاق عزيمة)، ولأن يكون حالا من الضمير المستتر في عزيمة، وحينئذ لا يلزم وقوع الثلاث، لأن المعنى: والطلاق عزيمة إذا وقع ثلاثا، فإنما يقع ما نواه هذا ما يقتضيه معنى اللفظ، مع قطع النظر عن شيء آخر وأما الذي أراده هذا الشاعر المعين فهو الثلاث، لقوله بعد:
فبيني بها إن كنت غير رفيقة ** وما لامرئ بعد الثلاث مقدّم

.[المزمل: الآيات 17- 18]

{فكيْف تتّقُون إِنْ كفرْتُمْ يوْما يجْعلُ الْوِلْدان شِيبا (17) السّماءُ مُنْفطِرٌ بِهِ كان وعْدُهُ مفْعُولا (18)}.

.الإعراب:

(الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (كيف) اسم استفهام في محلّ نصب حال من فاعل {تتّقون} {كفرتم} ماض في محلّ جزم فعل الشرط {يوما} مفعول به عامله {تتّقون} بحذف مضاف أي عذاب يوم، منصوب وفاعل {يجعل} ضمير مستتر يعود على {يوما}- أو على اللّه- {شيبا} مفعول به ثان منصوب.
جملة: {تتّقون..} في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن جحدتم يوم القيامة. فكيف تتّقون عذاب اللّه.
وجملة: {كفرتم..} لا محلّ لها تفسيريّة.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله.
وجملة: {يجعل..} في محلّ نصب نعت لـ {يوما}.
18- {به} متعلّق بـ {منفطر}- و(الباء) سببيّة أو ظرفيّة وقد تكون للاستعانة- والضمير في {وعده} يعود على اللّه.
وجملة: {السماء منفطر..} في محلّ نصب نعت ثان لـ {يوما}.
وجملة: {كان وعده مفعولا} لا محلّ لها استئنافيّة.

.الصرف:

(17) {شيبا} جمع أشيب، صفة مشبّهة من الثلاثيّ شاب باب ضرب وزنه أفعل، ووزن شيب فعل بضمّ فسكون، وقد كسرت الشين لمناسبة الياء.. ولا يقال في المؤنّث شيباء بل شائبة أو شمطاء.
(18) {منفطر}: اسم فاعل من الخماسيّ انفطر، وزنه منفعل بضمّ الميم وكسر العين.. وجاء اللفظ مذكّرا لأن الصيغة هي صيغة نسب أي ذات انفطار مثل امرأة مرضع.. وقد تكون الصيغة مما يستوي معها المذكّر والمؤنّث، أو لأنّ السماء اسم جنس.

.البلاغة:

الكناية: في قوله تعالى: {يوْما يجْعلُ الْوِلْدان شِيبا}.
كناية عن الهول والشدة، يقال في اليوم الشديد: يوم يشيب نواصي الأطفال.
والأصل فيه: أن الهموم والأحزان إذا تفاقمت على الإنسان أسرع فيه الشيب.

.[المزمل: آية 19]

{إِنّ هذِهِ تذْكِرةٌ فمنْ شاء اتّخذ إِلى ربِّهِ سبِيلا (19)}.

.الإعراب:

(الفاء) عاطفة (من) اسم شرط جازم في محلّ رفع مبتدأ، ومفعول {شاء} مقدّر أي شاء النجاة أو الايمان {اتّخذ} ماض في محلّ جزم جواب الشرط {إلى ربّه} متعلّق بمحذوف مفعول به ثان.
جملة: {إنّ هذه تذكرة..} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {من شاء..} لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: {شاء..} في محلّ رفع خبر المبتدأ (من).
وجملة: {اتّخذ..} لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء.

.[المزمل: آية 20]

{إِنّ ربّك يعْلمُ أنّك تقُومُ أدْنى مِنْ ثُلُثيِ اللّيْلِ ونِصْفهُ وثُلُثهُ وطائِفةٌ مِن الّذِين معك واللّهُ يُقدِّرُ اللّيْل والنّهار علِم أنْ لنْ تُحْصُوهُ فتاب عليْكُمْ فاقْرؤُا ما تيسّر مِن القرآن علِم أنْ سيكُونُ مِنْكُمْ مرْضى وآخرُون يضْرِبُون فِي الْأرْضِ يبْتغُون مِنْ فضْلِ اللّهِ وآخرُون يُقاتِلُون فِي سبِيلِ اللّهِ فاقْرؤُا ما تيسّر مِنْهُ وأقِيمُوا الصّلاة وآتُوا الزّكاة وأقْرِضُوا اللّه قرْضا حسنا وما تُقدِّمُوا لِأنْفُسِكُمْ مِنْ خيْرٍ تجِدُوهُ عِنْد اللّهِ هُو خيْرا وأعْظم أجْرا واسْتغْفِرُوا اللّه إِنّ اللّه غفُورٌ رحِيمٌ (20)}.

.الإعراب:

{من ثلثي} متعلّق بـ {أدنى}، {نصفه} معطوف على أدنى منصوب وكذلك {ثلثه}.
والمصدر المؤوّل: {أنّك تقوم.} في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي {يعلم}.
(الواو) عاطفة {طائفة} معطوف على الضمير فاعل {تقوم} {من الذين} متعلّق بنعت لـ {طائفة}، {معك} ظرف منصوب متعلّق بمحذوف صلة الذين (الواو) عاطفة قبل لفظ الجلالة (أن) مخفّفة من الثقيلة واسمه ضمير الشأن محذوف، (الفاء) عاطفة {عليكم} متعلّق بـ {تاب}.
والمصدر المؤوّل: {أن لن تحصوه..} في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي {علم}.
(الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر {ما} موصول في محلّ نصب مفعول به {من القرآن} تمييز للضمير العائد {علم أن} مثل الأولى {منكم} متعلّق بمحذوف خبر سيكون {آخرون} معطوف على {مرضى} {في الأرض} متعلّق بـ {يضربون} بتضمينه معنى يسعون أو يسافرون {من فضل} متعلّق بـ {يبتغون}، {في سبيل} متعلّق بـ {يقاتلون}..
والمصدر المؤوّل: {أن سيكون.} في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي {علم} الثاني.
(الفاء) عاطفة {ما تيسّر منه} مثل ما تيسّر من القرآن {قرضا} مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو ملاقيه في الاشتقاق، (الواو) اعتراضيّة {ما} اسم شرط جازم في محلّ نصب مفعول به مقدّم {لأنفسكم} متعلّق بـ {تقدّموا} {من خير} تمييز ما، {عند} ظرف منصوب متعلّق بحال من ضمير الغائب في {تجدوه}، {هو} ضمير فصل {خيرا} مفعول به ثان منصوب {أجرا} تمييز منصوب.. (الواو) عاطفة..
جملة: {إنّ ربّك يعلم..} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {يعلم..} في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: {تقوم..} في محلّ رفع خبر أنّ.
وجملة: {اللّه يقدّر..} لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: {يقدّر..} في محلّ رفع خبر المبتدأ (اللّه).
وجملة: {علم..} لا محلّ لها استئناف في حكم التعليل.
وجملة: {لن تحصوه..} في محلّ رفع خبر (أن) المخفّفة.
وجملة: {تاب..} لا محلّ لها معطوفة على جملة {علم}..
وجملة: {اقرؤوا..} في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن رغبتم في الثواب فاقرؤوا.
وجملة: {تيسّر..} لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة: {علم..} (الثانية)... لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {سيكون منكم مرضى..} في محلّ رفع خبر (أن) المخفّفة.
وجملة: {يضربون..} في محلّ رفع نعت لـ {آخرون}.
وجملة: {يبتغون..} في محلّ نصب حال من فاعل {يضربون}.
وجملة: {يقاتلون..} في محلّ رفع نعت لـ {آخرون} الثاني.
وجملة: {اقرؤوا..} جواب شرط مقدّر.
وجملة: {تيسّر (الثانية)} لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني.
وجملة: {أقيموا..} معطوفة على جملة {اقرؤوا}.
وجملة: {آتوا..} معطوفة على جملة {اقرؤوا}.
وجملة: {تقدّموا..} لا محلّ لها اعتراضيّة للتعليل.
وجملة: {تجدوه..} لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء.
وجملة: {استغفروا..} معطوفة على جملة {أقيموا الصلاة}.
وجملة: {إنّ اللّه غفور..} لا محلّ لها تعليليّة.

.الصرف:

{تحصوه}، فيه إعلال بالتسكين وبالحذف أصله تحصيوه- بياء مضمومة بعد الصاد- سكّنت الياء للثقل ثمّ حذفت لالتقاء الساكنين، وزنه تفعوه..

.البلاغة:

المجاز المرسل: في قوله تعالى: {أنّك تقُومُ أدْنى مِنْ ثُلُثيِ اللّيْلِ}.
أي زمانا أقل منهما، استعمل فيه الأدنى، وهو اسم تفضيل من دنا إذا قرب، لما أن المسافة بين الشيئين إذا دنت قل ما بينهما من الأحياز، فهو فيه مجاز مرسل، لأن القرب يقتضي قلة الأحياز بين الشيئين، فاستعمل في لازمه، أو في مطلق القلة.
ويجوز اعتبار التشبيه بين القرب والقلة، ليكون هناك استعارة، والإرسال أقرب. اهـ.